Sahih News

يُعد وقف إطلاق النار الهش في غزة أكبر نجاح دبلوماسي في الولاية الثانية لترامب حتى الآن، وتسعى إدارته للانتقال إلى المرحلة الثانية لتجنب العودة إلى الحرب.

وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار لم ينهَر بالكامل، فقد قُتل 366 فلسطينيًا في الغارات الإسرائيلية منذ دخوله حيز التنفيذ في 11 أكتوبر، كما قُتل عدد من الجنود الإسرائيليين في هجمات حركة حماس.

ويقترب تنفيذ أحد العناصر الأساسية في المرحلة الأولى، وهو إفراج حماس عن جميع الرهائن الأحياء والمتوفين. ولم تُسلَّم بعد رفات أحد الرهائن القتلى، كما التقى وفد إسرائيلي يوم الخميس بوسطاء قطريين ومصريين لبحث كيفية استعادة الرهائن. وخلال الضغط الأمريكي وافقت إسرائيل على فتح معبر رفح والسماح للفلسطينيين بالسفر من غزة إلى مصر. كما تبحث إسرائيل ومصر والولايات المتحدة ترتيبات أمنية تتيح للفلسطينيين العودة في الاتجاه المعاكس.

ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس ترامب في الولايات المتحدة قبل نهاية الشهر لبحث المرحلة التالية من اتفاق غزة. وقال ترامب في مكالمة هاتفية يوم الإثنين إنه يتوقع من نتنياهو أن يكون «شريكًا أفضل» فيما يتعلق بغزة.

تشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاب إسرائيل من جزء كبير من غزة، ونشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار (ISF)، وتفعيل هيكل إداري جديد يشمل مجلس السلام بقيادة ترامب.

ومؤخرًا صادق مجلس الأمن الدولي على كل من القوة الدولية ومجلس السلام. ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم في المراحل النهائية لتشكيل القوة الدولية والهيكل الإداري الجديد لقطاع غزة، على أمل بدء التنفيذ خلال أسبوعين أو ثلاثة. وقال مصدر غربي مشارك في العملية: «كل العناصر تتقدم بشكل جيد. كل شيء يسير كما هو مخطط، والهدف هو الإعلان قبل بدء عطلة الأعياد».

وسيترأس مجلس السلام بقيادة ترامب الهيكل الإداري الجديد، وسيضم نحو 10 قادة من دول عربية وغربية.

وتحت هذا المجلس، سيكون هناك مجلس إدارة دولي يضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ومستشاري ترامب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، إلى جانب مسؤولين كبار من الدول الممثلة في مجلس السلام.

وسيعمل تحت مجلس الإدارة حكومة تكنوقراط فلسطينية تتكون من 12 إلى 15 فلسطينيًا ممن لا ينتمون لحماس أو فتح أو أي فصيل آخر، ولديهم خبرة في الإدارة والعمل المؤسسي.

وقال مصدر مطلع على عملية الاختيار إن القائمة الأولى ضمت 25 شخصًا، وقد استُبعد نحو نصفهم. بعضهم يعيش حاليًا في غزة، فيما سيعود آخرون عاشوا فيها سابقًا لتولي مهامهم في الحكومة الجديدة.

ويقول المسؤولون إن الولايات المتحدة في المرحلة النهائية من التوصل إلى تفاهمات حول الهيكل الإداري مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول المنطقة.

كما تقول المصادر إن الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تجري محادثات مع حماس للتوصل إلى اتفاق تتخلى بموجبه الحركة عن إدارة غزة وتبدأ عملية نزع السلاح.

وبحسب المقترح، ستسلم حماس أولًا الأسلحة الثقيلة، ثم تبدأ عملية تعطيل الأسلحة الخفيفة. وقال مصدر غربي مشارك في المحادثات إن مصر وقطر متفائلتان بإمكانية التوصل إلى اتفاق، لكن نتنياهو غير مقتنع. وأضاف: «بيبي متشكك، لكنه مصمم على إعطاء الاتفاق فرصة للنجاح».